باب القول فيما ينبغي للصائم اعتزاله

  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: ينبغي للصائم وغير الصائم أن يعتزل ويتقي ويتجنب الكذب وشهادة الزور.

  وشهادة الزور: فهي أكبر الكذب، وهو الكذب الذي قال فيه رسول الله ÷: «الكذب مجانب للإيمان» فسر ذلك وميزه، وفيهما وفي غيرهما من الكذب [الذي يدفع به حق أو يثبت به باطل أو يضر به مسلم] ما يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ}⁣[النحل: ١٠٥]، والكذب منازل بعضها دون بعض، وكله فينبغي للصائم أن يعتزله في صيامه، ولغير الصائم أن يتجنبه، ويتحرز منه المسلم في قعوده وقيامه، ولا ينبغي⁣^(⁣١) للصائم اللفظ بالفحش، والنظر إلى ما لا يجوز له النظر إليه، وأن لا يسمع ما لا يجوز له سماعه من ضرب معزفة أو طنبور، أو غير ذلك من الملاهي والمزامير التي هي حرام على الصائم وغيره من الأنام، وعليه أن لا يمشي إلى ما لا ينبغي له المشي إليه، وأن لا يكثر جماعة من لا يجوز له تكثيرها، وأن يتحفظ على نفسه في قيامه وقعوده، ولا يهملها في شيء من أسبابه، وأن يتحفظ عند تمضمضه واستنشاقه، ويحذر أن يدخل في فيه أو في خياشيمه شيء، يصل⁣^(⁣٢) إلى جوفه ويدخل في حلقومه من ماء طهوره، وينبغي له أن يتحرز ويتيقظ في نهاره من النسيان؛ مخافة أن ينسى الصيام⁣^(⁣٣) فيصيب ما لا يجوز له إصابته من الشراب والطعام. انتهى.

  · الجامع الكافي: قال أحمد #: وسئل عن الكذبة والنظرة متعمداً هل يفطران الصائم؟ قال: لا.

(١) في الأحكام المطبوع: وينبغي للصائم أن يعتزل اللفظ بالفحش.

(٢) في الأصل: ولا يصل. وما أثبتناه من الأحكام المطبوع.

(٣) في الأصل: الصائم. وما أثبتناه من الأحكام المطبوع.