وصف بعض أحواله
وصف بعض أحواله
  كان - رحمة الله تغشاه - كريم الخليقة، شريف الملكة، نبيل النفس، محمود الشمائل، خافض الجناح، من أولي العرفان، وأرباب التحصيل والاجتهاد والتحقيق، وجهابذة النظر، من أعلام العلماء وأعيانهم ومشاهيرهم المرجوع إليهم.
  وكان رحمة الله تغشاه يعمل بكل جهده بدون توانٍ أو كسل في خدمة العلم والعلماء، باذلاً وقته وعمره في التدريس والتأليف، ونَسَخَ المؤلفات الكثيرة بقلمه الشريف، وخطه المتألق الجميل. وله دراية كبيرة في معرفة الأنساب والتدقيق في إيرادها وتتبع ما يشكل فيها.
  وهو ¦ قد حوى جل العلوم منطوقها والمفهوم، جامعاً بين الدراية والرواية، يشار إليه بالبنان، له إلمام كبير بعلم الحديث ومعرفة الرجال، يرجع إليه في المشكلات، ويستصبح بنوره في المعضلات، وتشد إليه فيه الرحال، فإذا ما سألته عن رجل من رجال السند أجابك بكل سرعة دون تردد عن المسؤول عنه بأنه حجة ثبت، أو أنه غير ثقة لا تقبل روايته، معززاً ذلك بالحجة القاطعة لا رجماً بالغيب بغير علم.
  ومن ذلك ما بلغني عمن أثق به: بأن المؤلف ¦ قد فاق في هذا العلم أقرانه، وكان من فرسانه، حتى أصبح بعض مشائخه من طلابه.
  وأخبرني سيدنا العلامة أحمد الحطروم بأنهم كانوا هم ومشائخهم إذا التبس عليهم حال أحد الرواة رجعوا جميعاً إليه في ذلك.
  وأنه سئل عن معرفته لأحوال الرجال فقال بأنه يعرفهم فرداً فرداً كمعرفته لأفراد أهل ضحيان - وهي البلدة التي نشأ وعاش فيها -.
  وأخبرني من أثق به أنه كان في التسعينات نهضة علمية واتجاه واسع للاغتراف من معين علومه ¦، فكان كل يوم تتسع الحلقة العلمية عنده