الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في قسمة الخمس

صفحة 139 - الجزء 2

باب القول في قسمة الخمس

  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: يؤمر بالخمس فيقسم على ستة أجزاء؛ فجزء لله، وجزء لرسوله، وجزء لقربى رسوله، وجزء لليتامى، وجزء لبني السبيل، وجزء للمساكين، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {۞وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ}⁣[الأنفال: ٤١].

  فأما السهم الذي لله فيصرفه الإمام في أمور الله، وما يقرب إليه مما يصلح عباده من إصلاح طرقهم، وحفر بيارهم، ومؤنة قبلتهم، وبناء ما خرب من مساجدهم، وإحياء ما مات من مصالحهم، وغير ذلك مما يجتهد فيه برأيه مما يوفقه الله فيه لما لا يوفق له غيره.

  وأما السهم الذي لرسول الله ÷ فهو للإمام الحق ينفق منه على عياله، وعلى خيله، وعلى غلمانه، ويصرفه فيما ينفع المسلمين، ويوفر أموالهم.

  وأما سهم قربى رسول الله ÷ فهو لمن جعله الله فيهم، وهم الذين حرم الله عليهم الصدقات، وعوضهم إياه بدلاً منها، وهم أربعة بطون: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، ويقسم بينهم ذلك قسماً سواء الذكر فيه والأنثى، لا يزول عنهم أبداً؛ لأن الله ø إنما أعطاهم ذلك لقرباهم من رسول الله ÷، ومجاهدتهم معه، واجتهادهم له، ولا يزول عنهم حتى تزول القرابة، والقرابة فلا تزول أبداً عنهم، ولا تخرج إلى غيرهم منهم، وهذه الأربعة بطون فهم الذين قسم عليهم رسول الله ÷ الخمس.

  وقد روي لنا: أنه أعطى في الخمس بني المطلب.

  · وبلغنا عن جبير بن مطعم، قال: لما قسم رسول الله ÷ سهم ذوي القربى بين بني هاشم، وبين بني المطلب، أتيته أنا وعثمان، فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم؛ لمكانك الذي وضعك الله به منهم،