الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في خطب علوية

صفحة 250 - الجزء 4

باب القول في خطب علوية

  · أبو طالب # في الأمالي: أخبرنا أبي | قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا إسحاق بن العباس بن محمد بن موسى بن جعفر قال: حدثني جدي، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده $ قال: لما ضرب أمير المؤمنين علي # الضربة التي توفي منها⁣(⁣١)، استند إلى استطوانة المسجد، والدماء تسيل على شيبته، وضج الناس كهيئة يوم قبض فيه النبي ÷، فابتدأ خطيباً فقال بعد الثناء على الله تعالى، والصلاة على نبيئه: (كل امرئ ملاق ما يفر منه، والأجل تساق إليه النفس، والهرب منه موافاته، كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر، فأبى الله إلا ستره وإخفائه علماً مكنوناً.

  أما وصيتي بالله ø فلا تشركوا به شيئاً، ومحمد ÷ فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين، حُمّل [كل] امرئ منكم مجهوده، وخفف عن العَجَزة رب كريم رحيم، ودين قويم، وإمام عليم، كنتم في إعصار، وذرور رياح، تحت ظل غمامة اضمحل راكدها، ليعظكم خفوتي، وسكون أطرافي، إنه لأوعظ لكم من نطق بليغ، ودّعتكم وداع امرئٍ مرصدٍ للتلاق، غداً ترون أيامي، ويكشف لكم عن سرائري، فعليكم السلام إلى يوم اللزام، كنت بالأمس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغداً أفارقكم، فإن أبق⁣(⁣٢) فأنا ولي دمي، وإن


(١) في الأصل: فيها. والمثبت من أمالي أبي طالب #. وزدنا منه ما سيأتي في هذه الرواية بين معقوفين.

(٢) في الأصل: أبقى. وما أثبتناه من أمالي أبي طالب # المطبوع.