الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب في النهي عن الصياح على الميت

صفحة 454 - الجزء 1

باب في النهي عن الصياح على الميت

  · أمالي أحمد بن عيسى @: أخبرنا محمد، أخبرنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي $، قال: (أتي رسول الله ÷ فقيل له: هذا عبدالله بن رواحة ثقيل، فأتاه وهو مغمى عليه، فدعاه ثلاث مرات فلم يجبه، فقال: «اللهم عبدك إن كان قد انقضى أجله ورزقه، وأثره، فإلى جنتك ورحمتك، وإن كان لم ينقض أجله، ورزقه، وأثره فعجل شفاءه وعافيته».

  فقال بعض القوم: يا رسول الله، عجباً لعبدالله وتعرضه للشهادة، ثم لم تقض له حتى يكون قبض⁣(⁣١) على فراشه، فقال رسول الله ÷: «أتدرون من الشهيد من أمتي؟» قالوا: نعم، الذي يقتل في سبيل الله صابراً محتسباً غير مُوَلٍّ.

  فقال: «إن شهداء أمتي إذاً لقليل، الشهيد الذي ذكرتم، والطعين، والمبطون، وصاحب الهدم، والغريق، والمرأة تموت جمعاً». قالوا: وكيف تموت المرأة جمعاً؟ قال: «يعترض ولدها في بطنها».

  قال: فخرج النبي ÷(⁣٢) فوجد عبدالله بن رواحة خفة في جسمه.

  قال: فقيل للنبي ÷: هذا عبدالله بن رواحة.

  قال: فوقف، فقال: «يا عبدالله، حدّث بما رأيت فقد رأيت عجباً».

  قال: رأيت ملكاً من الملائكة بيده مقمعة من حديد، تأجج ناراً كلما صرخَتْ صارخة: يا جبلاه، أهوى بها⁣(⁣٣) لهَامَتِي، أنت⁣(⁣٤) جبلها؟ فأقول: بل الله، فيكفّ


(١) في الأمالي المطبوع: قبضاً.

(٢) في الأصل: #. والمثبت من الأمالي.

(٣) أي: بالمقمعة. (من هامش الأصل).

(٤) أي: أأنت. (من هامش الأصل).