الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول فيما يستحب من الخطب في الاستسقاء

صفحة 392 - الجزء 1

  رجاءنا، إنك أرحم الراحمين.

  ثم يقلب شق ردائه الذي على منكبه الأيمن فيجعله على منكبه الأيسر، ويقلب الشق الذي على منكبه الأيسر فيجعله على منكبه الأيمن، ثم ينصرف، وينصرف معه الناس إلى منازلهم، ويقرأ في طريقه وانصرافه: ياسين، حتى يختمها، ثم يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عليه توكلنا، وهو رب العرش العظيم، سبع مرات، ثم يقرأ آخر آية من البقرة. انتهى.

باب القول فيما يستحب من الخطب في الاستسقاء

  · في نهج البلاغة: ومن خطبة له #، - يعني: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # -: (ألا وإن الأرض التي تحملكم، والسماء التي تظلكم، مطيعتان لربكم، وما أصبحتا تجودان ببركتهما توجعاً لكم، ولا زلفة إليكم، ولا لخير ترجوانه منكم، ولكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا، [و] أقيمتا⁣(⁣١) على حدود مصالحكم فأقامتا⁣(⁣٢)، إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات؛ ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر، وقد جعل الله الاستغفار سبباً لدرور الرزق، ورحمة الخلق، فقال: {ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ}⁣[نوح: ١٢]، فرحم الله امرأ استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيته.

  اللهم إنا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان، وبعد عجيج البهائم والولدان، راغبين في رحمتك، وراجين فضل نعمتك، وخائفين من عذابك ونقمتك، اللهم فاسقنا غيثك، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا خرجنا إليك نشكوا


(١) الواو بين المعقوفين زيادة من نهج البلاغة.

(٢) في نهج البلاغة: فقامتا.