الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الفأرة تقع في السمن فتموت

صفحة 52 - الجزء 1

باب القول في الفأرة تقع في السمن فتموت

  · أمالي أحمد بن عيسى @: وأخبرنا محمد قال: أخبرنا عباد بن يعقوب، عن علي بن عاصم، عن عطاء، عن أبي البختري، عن علي صلى الله عليه في الفأرة تقع في السمن فتموت، قال: (إن كان جامداً أُخِذَت وما حولها فألقيت وأُكِلَ ما بقي، وإن كان ذائباً لم يؤكل، وإذا وقعت في البئر فماتت نزحت حتى يغلبهم الماء⁣(⁣١)، وإذا وقعت في الخل فماتت أهريق). انتهى.

  ومثله في الجامع الكافي عن علي # بزيادة: (وانتفع به) بعد قوله: (وإن كان ذائباً لم يؤكل).

  [الرجال]: عباد بن يعقوب، وعطاء بن السايب سيأتي الكلام عليهما.


(١) عن ميمونة قالت: إن رسول الله ÷ سئل عن فأرة وقعت في السمن؟ قال: «ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم». أخرجه البخاري. وعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إذا وقعت الفأرة في السمن فإن كان جامداً فألقوها وما حولها، وإن كان مايعاً فلا تقربوه». أخرجه أبو داود. وعن علي $ أنه قال في الفأرة إذا وقعت في البئر فانزحها حتى يغلبك الماء. أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد. وأخرج المؤيد بالله $ أيضاً في شرح التجريد عن علي # قال: (إذا سقطت الفأرة أو الدابة في البئر فانزحها حتى يغلبك الماء). وأخرج المؤيد بالله أيضاً عن علي # أنه قال في بئر وقعت فيها فأرة: (ينزح ماؤها). وعن علي # أنه قال: (إذا سقطت الفأرة أو الدابة في البئر فانزحها حتى يعتدل الماء). أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه أن علي بن أبي طالب قال: (إذا وقعت الفأرة في البئر فماتت فيها نزح منها دلو أو دلوان، فإن تفسخت نزح منها خمسة أو سبعة). أخرجه البيهقي في السنن. قال في الروض النضير: وقد استشكل الإمام عزالدين في شرح البحر إيجاب النزح مع عدم التغير، وكونه مقدراً بحدٍ معلوم فقال: هل عندكم - والحالة هذه - أن الماء طاهر فلا حاجة إلى النزح منه؛ لأن الطاهر لا يفتقر إلى تطهير؟ أو عندكم أنه نجس كله؟ فهو خلاف ما ذكرتم أنه لا ينجس جميعه إلا بأحد أمور ثلاثة: إما بأن يكون النجس الواقع عليه مائعاً، أو بأن يكون جامداً يتفسخ، أو بأن يكون جامداً ثقيلاً يرسب كالآدمي ونحوه، ومع نجاسته كله ما الموجب لطهارته بنزح تلك الدلاء مع بقاء بقية المتنجس؟ وهل تلك التقديرات منصوصة فأين النصوص؟ أو استنبطت بقياس، أو أمارات شرعية فما هي؟ أو على حسب جرم النجاسة فقد ساويتم بين أمور متفاوتة كالفأرة، والعصفور، والآدمي، والجدي، والدجاجة، والحمامة. انتهى. (من هامش الأصل).