نبذة مختصرة عن الكتاب
نبذة مختصرة عن الكتاب
  توجه المؤلف ¦ بهمة عالية وعزم منقطع النظير لجمع ما حوته دفتي هذا الكتاب من كتب الزيدية الصحيحة، وموسوعاتهم الحديثية، فأحاط بالكثير منها، ينقل الحديث من مصدره، ثم يعقبه بالحديث عن رجال السند ونقدهم وتتبع أحوالهم، مبدياً رأيه فيهم موثقاً لرواة الشيعة المعتمدين، راداً على من جرحه النواصب مبيناً لإسرافهم في الجرح لأولياء آل محمد المخلصين، بأسلوب هادئ رصين.
  ومن ذلك قوله في ترجمة أبي الطاهر العلوي: «وقد تكلم فيه النواصب كعادتهم في وصم أهل هذا البيت وشيعتهم، ولا ضير فإن العدو لا يألو في عدوه!».
  وهو أيضاً يذكر رواة الشيعة المعروفين فيقول: هو من ثقات محدثي الشيعة و ... إلخ ألفاظه، ومن طريقته ¦ في التعديل والتوثيق لبعض الرواة ما ستجده أيها القارئ عندما يرى أن الراوي طالبٌ من طلاب إمام من أهل البيت $، أو شيخٌ لإمام منهم، أو ملازمٌ لفضلائهم، أو خارجٌ مع إمام من أئمتهم، ونحو ذلك، فإنه يوثقه لذلك.
  وقد يوثق بعض الرواة ممن لا يتضح له حاله اعتماداً منه ¦ على ما يرى من اعتماد أئمة آل محمد À وشيعتهم رضوان الله عليهم على روايته والعمل بها.
  وهذه الطريقة في التعديل هي الطريقة المثلى والمنهج الصحيح القويم؛ فأي عدالة أعلى من عدالة مَن هذه حاله؟! فمن تمسك بالعترة النبوية الذين هم الثقل الأصغر الذي أمر النبي ÷ بالتمسك به مع القرآن فإنه هو العدل تحقيقاً، وهو الآمن من الضلال والمهالك، كما يشير إلى ذلك قول النبي ÷ في هذا الحديث: «لن تضلوا من بعدي أبداً» فالمتمسك بهم ناج بمنطوق الحديث، ومخالفهم هالك بمفهومه، وهذا هو التعديل والجرح النبوي الذي من اعتمده اعتمد النهج الصحيح؛ لاستناده إلى النصوص الشرعية لا الرجم بالغيب، والادعاء بدون دليل، كقول أصحاب الجرح والتعديل من المخالفين: فلان يتشيع، فلان واهٍ، لا يسوى فلساً ... إلخ، وإذا بحثت عنه وجدتهم إنما ضعفوه لأنه روى أحاديث في فضائل أهل البيت $ أو نحو ذلك؛ فيجرحون