باب القول في الإمام الذي تجب طاعته
كتاب السِّيَر
باب القول في الإمام الذي تجب طاعته
  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: الإمام الذي تجب طاعته: هو أن يكون من ولد الحسن أو الحسين @، ويكون ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله ø جاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، فَهِماً بما يحتاج إليه، عالماً بملتبس ما يرد عليه، شجاعاً كمياً(١)، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية رحيماً، متعطّفاً متحنّناً حليماً، مواسياً لهم بنفسه، مشركاً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، رصين العقل، بعيد الجهل، آخذاً لأموال الله من مواضعها، رادّاً لها في سبلها، مفرّقاً لها في وجوهها، التي جعلها الله لها، مقيماً لأحكام الله وحدوده، آخذاً لها ممن وجبت عليه، ووقعت بحكم الله فيه، من قريب أو بعيد، شريف أو دني، لا تأخذه في الله لومة لائم، قائماً بحقه، شاهراً لسيفه، داعياً إلى ربه، مجتهداً في دعوته، رافعاً لرايته، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تألف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى هلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا تردعه ولا تهوله الأخواف، ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمريٌّ مشمرٌ، مجتهد غير مقصر، فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن أو الحسين @، فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، ومن قصر عن ذلك ولم ينصب نفسه، ولم يشهر سيفه، ويباين الظالمين ويباينوه، ويتبين أمره، ويرفع رايته، ليكمل الحجة لربه
(١) الكَمِيُّ: الشجاع. (مختار الصحاح).