الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 17 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله الذي أبان بالسنة المحمدية طريق الرشاد، وأزال بها عن القلوب الحجب الكثيفة الشداد، وأنار بنبيه وصفيه ونجيه صلوات الله عليه وآله بصائر العباد، ومحا به عبادة الأوثان والأضداد، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، وحفظ بهم سنة خير الأنام، وسددهم لحمايتها من الكذب والدس والتحريف، كما قال فيهم نبيهم ÷: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين».

  وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كشف به عن الخلق ظلمات الجهل، واستأصل بسنته شأفة الباطل، صلى الله عليه وعلى آله خزان علمه وأدلة سنته؛ وبعد:

  فإن العلم بسنة رسول الله ÷ من أشرف وأجل وأعظم العلوم وأفضلها وأجدرها بالمحافظة والحراسة لها من كل شائبة، ولا ريب عند أهل العقول وذوي العلم والمحصول أن العلم بها والمحافظة عليها وحملها إلى الناس من أجل الأعمال قدراً وأعلاها ذكراً، وأكملها نفعاً وأعظمها أجراً، مصداقاً لقوله ÷: «من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة»، وهي الأصل الثاني من أصول الشريعة المحمدية في أخذ الأحكام، واستنباط الحلال والحرام،

  علم الحديث أجل السؤل والوطر ... بعد الكتاب بلا شك لدى البشر

  فافهمه واعمل به وادع الأنام له ... واقطع به العيش تعرف لذة العمر

  وانقل رحالك عن مغناك مرتحلاً ... لكي تفوز بنقل العلم والأثر

  وأي شغل كمثل العلم تطلبه ... ونقل ما قد رووا عن سيد البشر

  فكن بآل رسول الله مقتدياً ... فإنهم للهدى كالأنجم الزهر