الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الصبر عند المصيبة والاسترجاع

صفحة 460 - الجزء 1

باب القول في الصبر عند المصيبة والاسترجاع

  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: ليس من أهل الصبر من لم يصبر نفسه عن معاصي الله، ويصبرها على طاعة الله.

  وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً ابتلاه، وإذا ابتلاه فصبر كافأه».

  وفي ذلك ما بلغنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال: قال رسول الله ÷: «ثلاث من كن فيه حرم الله لحمه على النار، وله الجنة: من إذا أصابته مصيبة استرجع، وإذا أنعم الله عليه بنعمة حمد الله عند ذكره إياها، وإذا أذنب استغفر الله». انتهى.

  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «إن الرجل لتكون له درجة في الجنة لا ينالها إلا بشيء من البلايا تصيبه، حتى ينزل به الموت وما بلغ تلك الدرجة فيشدد عليه حتى يبلغها». انتهى.

باب القول في التعزية

  · أمير المؤمنين # في نهج البلاغة: وقد عزى⁣(⁣١) الأشعث بن قيس في ابن له، قال #: (يا أشعث، إن تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم، وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف. يا أشعث، إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور، ابنك سرك وهو بلاء وفتنة، وحزنك وهو ثواب ورحمة). انتهى.

  · وفي النهج أيضاً: وقال # على قبر رسول الله ÷ ساعة دفن: (إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك، وإن المصاب بك لجليل، وإنه قبلك وبعدك لجلل). انتهى.


(١) في الأصل: عزي. وما أثبتناه من النهج.