الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الاستعانة بالمخالفين على الظلمة الفاسقين

صفحة 388 - الجزء 3

باب القول في الاستعانة بالمخالفين على الظلمة الفاسقين

  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: لا بأس أن يُسْتعان بالمخالفين الفاسقين على الفجرة الكافرين إذا جرت عليهم أحكام المحقّين، وأقيمت عليهم حدود رب العالمين، وكانوا في ذلك غير ممتنعين، وكان مع الإمام طائفة من المحقّين، الذين يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويخيفون من خالف ذلك ممن كان في العسكر.

  · وفيه: وقد كان رسول الله ÷ يدعو إلى الجهاد، ويأمر به جميع العباد، ويستعين على الكافرين بكثير من الفسقة المنافقين، الظلمة المخالفين.

  وكذلك كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # يقاتل من قاتل بمن كان معه من الناس، وفيهم كثير من الفسقة المخالفين الظلمة المنافقين، الخونة الضالين.

  وفي ذلك ما روي عنه # من قوله بعد رجوعه من صفين وهو يخطب على المنبر بالكوفة فتكلّم بعض الخوارج فقال: لا حكم إلا لله، ولا طاعة لمن عصى الله، فقال رحمة الله عليه: (حكم الله ينتظر فيكم، أما إن لكم علينا ثلاثاً ما كانت لنا عليكم ثلاث: لا نمنعكم الصلاة في مسجدنا ما كنتم على ديننا، ولا نبدأكم بمحاربة حتى تبدؤونا، ولا نمنعكم نصيبكم من الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا). فقال: (أيديكم مع أيدينا) يريد: في المحاربة لعدوّنا، فدلّ بذلك على الاستعانة بالمخالفين ما جرت عليهم أحكام رب العالمين. انتهى.

  · الجامع الكافي: قال محمد: سمعت القاسم يقول: ويستعان⁣(⁣١) في محاربة الباغين بالفاسقين من المسلمين، ثم لا سيما إذا خضعوا لحكم الحق واستكانوا؛ لأن الله سبحانه فرض عليهم معاونة المحقّين، وإن كانوا ظلمة


(١) في الأصل: ويستعين. وما أثبتناه من الجامع الكافي المطبوع. وزدنا منه ما بين المعقوفين الآتيين.