الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الأمر بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي #

صفحة 424 - الجزء 1

باب القول في الأمر بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي #

  · محمد بن سليمان الكوفي | في المناقب: محمد بن منصور، عن عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن أرقم، قال: خرجت في ركب إلى المدينة، فلقينا سعد بن مالك، فقال: كونوا عراقيين، كونوا كوفيين، قال: وكنت من أدنى القوم إليه، فقلت: إنا قوم كوفيون، فقال: كيف تركتم الناس؟ قال: قلت: بخير، عن أي شأنهم تسأل؟ قال: سمعتم صاحبكم: - يعني علياً - يقول فيّ شيئاً؟ فقلت: أما أن يشتمك فلا، ولكن سمعته يقول: (اتقوا فتنة الأحيبش)⁣(⁣١)، فقال: حبش الرجال كثير، فقال: لا أزال أحب ذلك الرجل بعد ثلاث رأيتهن من النبي ÷: بعث أبا بكر ببراءة فلما بلغ بعض الطريق بعث علياً فأخذها منه، ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه، فقال له النبي ÷: «لا تجد في نفسك؛ فإنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني».

  قال: وسد أبواب المسجد، وأسكنه، فقال له العباس: يا رسول الله، سددت أبوابنا، وأسكنت علياً، وهو من أحدثنا سناً فقال: «ما أنا بالذي سددت أبوابكم، وما أنا بالذي أسكنته».

  قال: وخرج النبي ÷ في غزوة تبوك وخلف علياً في أهله، فقال: (يا رسول الله، أتخلفني وتخرج؟) فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي». انتهى.

  الرجال: أما محمد بن منصور، وعباد بن يعقوب، وعلي بن هاشم بن البريد، فقد مر الكلام عليهم.


(١) في المناقب: الأخينس، فقال: خنس الرجال ... إلخ. ولعلها الصواب وهي تصغير أخنس. قال في النهاية: الخنس: انقباض قصبة الأنف وعرض الأرنبة. وكان سعد بن مالك أفطس الأنف كما ذكره في معرفة الصحابة في ترجمته.