الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في القاضي هل له أن يحبس أحدا

صفحة 357 - الجزء 3

باب القول في القاضي هل له أن يحبس أحداً

  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $: أنه كان يحبس في النفقة وفي الدين، وفي القصاص، وفي الحدود، وفي جميع الحقوق، وكان يقيد الدعار بقيود لها أقفال، ويوكل بهم من يحلها أوقات الصلاة من الجانبين.

  · حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $: أنه بنى سجناً، وسماه نافعاً، ثم بدا له فنقضه [وبنى حبساً]⁣(⁣١) وسماه مخيساً، وجعل يرتجز ويقول:

  ألم تراني كيِّسا مكيِّسا ... بنيت بعد نافع مخيِّسا⁣(⁣٢)

  انتهى.

باب القول في أعلم الأمة وأقضاها بعد الرسول ÷

  · الهادي # في الأحكام: قال: وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «علي أعلم القوم، وأقضاهم».

  · قال: وبلغنا عن علي #: أنه كان يقول: (والله لو أطعتموني لقضيت بينكم بالتوراة حتى تقول التوراة: اللهم قد قضى بي، ولقضيت بينكم بالإنجيل حتى تقول الإنجيل: اللهم قد قضى بي، ولقضيت بينكم بالقرآن حتى يقول القرآن: اللهم قد قضى بي، ولكن والله لا تفعلون، والله لا تفعلون).


(١) زيادة من المجموع المطبوع.

(٢) قوله: «ألم تراني» ترك الجزم لضرورة الشعر، كقوله: ألم يأتيك والأنباء تنمي ... إلخ. وفي ثلاث نسخ من المجموع مخطوطة: ألم ترَ أني.

وقوله: «مخيساً» المُخَيَّس: كمُعَظَّم ومُحَدِّث: السجن، وسجن بناه علي # وكان أولاً جعله من قصب وسمّاه نافعاً، فنَقَبَه اللصوص، فنقضه وبنى مكانه سجناً وسمَّاه مخيساً.