الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

القول في المحافظة على الصلوات

صفحة 150 - الجزء 1

  علي $ قال: (الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، وهي قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ ١١٤}⁣[هود]). فسألناه ما الكبائر؟ قال: (قتل النفس المؤمنة، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وشهادة الزور، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، واليمين الغموس). انتهى.

  ومثله في مجموع زيد بن علي @.

  · وفي نهج البلاغة من كلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~:

  (تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقربوا بها؛ فإنها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: {مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣}⁣[المدثر]، وإنها لَتحتّ الذنوب حت الورق، وتطلقها اطلاق الربق⁣(⁣١)، وشبهها رسول الله ÷ بالحمة تكون على باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن، وقد عرف حقها رجال من المؤمنين، الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع، ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه: {رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ}⁣[النور: ٣٧]، وكان رسول الله ÷ نَصِباً⁣(⁣٢) بالصلاة بعد التبشير له بالجنة؛ لقول الله سبحانه: {وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ}⁣[طه: ١٣٢]، فكان يأمر أهله ويَصْبِرُ عليها نَفْسَه)⁣(⁣٣). انتهى.


(١) هو حبل فيه عدة عرى. (من هامش الأصل).

(٢) أي: تَعِباً. (من هامش الأصل).

(٣) كذا ضبطت في الأصل.