الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 18 - الجزء 1

  أضحوا من السنة العلياء في سنن ... سهل وقاموا بحفظ الدين والأثر

  أجل شيء لديهم قال أخبرنا ... عن الرسول بما قد صح من خبر

  هذي المكارم لا قعبان من لبنٍ ... ولا التمتع باللذات والأشر

  لا شيء أحسن مما قال خالقنا ... فاعمل بما قاله في محكم السور

  وبعده بالوفا قول الرسول وما ... أجل من سند عن كل مشتهر

  يوم يمر ولم أَرْوِ الحديث به ... فلست أحسب ذاك اليوم من عمري

  فإن في دَرْسِ أخبار الرسول لنا ... تمتعاً في رياض الجنة الخضر

  تعللاً إذ عدمنا طيب رؤيته ... مذ فاته العين هدّ الشوق بالأثر

  كأنه بين ظَهْرَيْنَا نشاهده ... في مجلس الدرس بالآصال والبكر

  ولما يُرى في زماننا من التخاذل والتقاعس عن حمل سنة خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله، ولما يكثر في هذا الزمان من الخبط والتخليط في رواة ورواية أحاديث نبيئنا محمد ÷، وتصعير الخدود عن التحري في أخذ الأحاديث عن العدول من الرواة، وغض الأبصار عن صحة ما يأخذونه - عزمنا على تحقيق كتاب يكون مأوى لكل محتار، وملجأً لكل تائه، وعلماً لكل هائم، واستقر الرأي على كتاب (الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار) لصاحبه السيد العلامة المجتهد محمد بن الحسن بن محمد العجري، العالم الحبر صاحب العلوم الزاخرة، والمؤلفات العظيمة الباهرة، الذي شاع ذكره، واشتهر بين العلماء بسعة معرفته وعلو قدره، وقد كان ¦ من جهابذة هذا العلم، راسخ القدم في هذا الفن، له الباع الطولى فيه، واشتهر بنظره الثاقب، فكان إليه المرجع في تصحيحه، وعليه الاعتماد في توضيحه، فهو فيصله والمبين لغامضه.