الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في النهي عن صلاة التراويح

صفحة 408 - الجزء 1

  · الهادي # في مجموعه: قال: وسألت عما روي عن النبي ÷ أنه صلى التراويح في شهر رمضان ليلة واحدة، ثم أمر الناس بالانصراف إلى بيوتهم.

  وقد روى ذلك بعض الناس وذكره، ولسنا نصحح شيئاً من ذلك، لا ليلة ولا ليلتين، ولا نعرفه عنه، ولا نرويه.

  ولم يبلغنا أنه صلى بالناس ÷ تراويحاً ليلة ولا ليلتين، ولا ساعة ولا ساعتين، ولا ركعة ولا ركعتين، ولم يروه أحد من علمائنا، ولم يأثره عن النبي ÷ أحدٌ من آبائنا، ولو كان شيء من ذلك لروته آباؤنا، عن آبائها وجدودها، ولما سقط عنهم شيء من ذلك، ولأتوا به مصححاً عنه. انتهى.

  قلت وبالله التوفيق: وما مر من رواية مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي @، عن علي # أنه أمر الذي يصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان إلى آخره، فقد صح عنه # أنه نهى عن ذلك بما ذكرنا من رواية الجامع الكافي.

  وأيضاً: فالمشهور أن عمر أول من أحدث ذلك.

  وأما ما رواه الإمام المرشد بالله # في الأمالي في الجزء الثاني أن علياً # أمر [رجلاً] أن يصلي بالناس في شهر رمضان، فإذا كان الوتر خرج فأوتر - فليس فيه دلالة على التراويح.

  ثم إن في سنده عرفجة بن عبدالله، قال القطان: مجهول.

  وعمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة الثقفي، رموه بشرب الخمر، وقال بعضهم: منكر الحديث.

  أما الرواية الأخرى في الأمالي - أي: أمالي المرشد # - عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: لو جمعنا الناس على رجل في شهر رمضان يلحق الضعيف بالقوي، ومن لا يقرأ بمن يقرأ، فشاور أهل بدر فأجمعوا على أن يفعل، فأمر أبياً أن يقوم بالناس، فكانوا ينامون بعض الليل، ويقومون بعضاً، وينصرفون لسحورهم، وحوائجهم، وكان يصلي بهم ثماني عشرة شفعاً، فيسلم في كل