الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

صفة حج رسول الله ÷ من رواية جابر

صفحة 312 - الجزء 2

  ÷؟ فعقد بيده تسعاً، فقال: إن رسول الله ÷ مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في العاشرة⁣(⁣١)، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم رسول الله ÷، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إليه كيف أصنع؟ فقال: «اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي» فصلى رسول الله ÷ في المسجد، ثم ركب ناقته القصوى حتى استوت به ناحية في البيداء، نظرت مد بصري من بين يديه من راكب⁣(⁣٢)، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله ÷ بين أظهرنا، يتنزل عليه القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل من شيء عملناه، فأهللنا بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، [لبيك] لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك، وأهلّ الناس بهذا الذي يهلون به اليوم، فلم يرد عليهم رسول الله ÷ شيئاً منه، ولزم رسول الله ÷ تلبيته، قال جابر: ولسنا ننوي إلا الحج، ولسنا نعرف العمرة، وأتينا البيت، فاستلم الركن، ورمل ثلاثاً، ومشى أربعاً، ثم صعد إلى مقام إبراهيم فقرأ: {وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ}⁣[البقرة: ١٢٤]، فجعل المقام بينه وبين البيت. قال جعفر بن محمد: وكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي ÷. قال: كان يقرأ في الركعتين بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ثم رجع إلى الركن فاستلم. ثم رجع من الباب إلى الصفا، فلما أتى الصفا، قرأ: {۞إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ}⁣[البقرة: ١٥٧]، «أبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا فصعد عليها حتى رأى البيت فوحد الله وكبره، وقال: «لا إله إلا الله وحده لا


(١) في الأصل: العاشر.

(٢) وماشي. كذا في سنن الكلاعي [(⁣١)]. (من هامش الأصل).


[١] كذا في هامش الأصل، والظاهر أنها مغازي الكلاعي المسماة بالاكتفاء.