الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول فيمن يوصي بمثل نصيب أحد ورثته

صفحة 347 - الجزء 3

  إله إلا هو، والملائكة، وأولوا العلم، قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

  اللهم من عندك، وإليك، وفي قبضتك، وقدرتك، عبدك وابن عبديك.

  هذا ما أوصى به يحيى بن الحسين، أوصى: أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أرسله لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين.

  ويشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أخو رسولك، ووليك، والقائم بحجتك بعد رسولك، والداعي إلى طاعتك، والمجاهد لمن عَنَدَ عن إجابتك، واتباع سنة نبيئك ÷، الباذل نفسه وماله لك، الشاهر سيفه دون حقك، وفي أمرك، وأمَام رسولك، الصابر لك، المصطبر في طاعتك في السراء والضراء، والشدّة والرخاء واللّأواء⁣(⁣١)، أولى الناس بك وبرسولك، وأعظمهم عناء في أمرك وسبيلك، ويتقرّب إليك بولايته، ومودته، وبولاية من تولاه، وبمعاداة من عاداه.

  ويشهد أنه أحق خلقك بمقام رسولك ÷(⁣٢)، وأنه خليفتك من بعده في عبادك، اخترته لهم، وافترضت طاعته من بعد رسولك عليهم: {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال].

  اللهم إني أُشْهِدك يا ربي وكفى بك شهيداً، وأشهد حملةَ عرشك، وأهل سماواتك وأرضك، ومن ذرأتَ، وبرأتَ، وخلقتَ، وفطرت، وركبت، وجعلت، وصوَّرْتَ، ودبَّرت، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأنك واحد أحد، فرد صمد لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفؤاً


(١) اللأواء: الشدة. (مختار الصحاح).

(٢) في الأصل: #. والمثبت من الأحكام المطبوع.