الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في وصية الهادي # ومن أحب أن يوصي بمثل وصيته

صفحة 348 - الجزء 3

  أحد، لا شريك⁣(⁣١) لك ولا نظير، ولا ضد ولا عديل، لا يشبهك شيء، وليس كمثلك شيء، وأنت السميع البصير، لا تحيط بك الأقطار، ولا تجنك البحار، ولا تواري منك الأستار، ولا تحدق بك السماوات والأرضون، ولا يتوهمك بتحديد المتوهمون، ولا يستدل عليك المستدلون، إلا ما دللت به على نفسك، من أنك أنت سبحانك الواحد الجليل، فالخلق عليك دليل، وأنك لا تقضي بالفساد، ولا تجبر على العصيان العباد، بريء من أفعالهم، تقضي بالخير وتأمر به، وتنهى عن الفجور والبغي وتعذب عليه، صادق الوعد والوعيد، الرحمن الرحيم بالعبيد، أقول فيك بما ذكرت من العدل والتوحيد، وتصديق الوعد والوعيد، قولاً مني مع من يقول به، وأكفيه من أبى القبول له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  اللهم من شهد على مثل ما شهدت عليه وبه، فاكتب شهادته مع شهادتي، ومن أبى فاكتب شهادتي مكان شهادته، واجعل لي به عهداً يوم ألقاك فرداً، إنك لا تخلف الميعاد.

  قلت - وأنا الفقير إلى الله محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى العجري المؤيدي ثبته الله -: اللهم إني أشهدك على ما شهد به الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم صلوات رب العالمين، فاكتب شهادتي مع شهادته، إنك يا إلهي على كل شيء قدير.

  رجع الكلام إلى بقية وصية الإمام الهادي إلى الحق المبين عليه صلوات رب العالمين.

  ثم يوصي يحيى بن الحسين من بعد ما شهد به لله من شهادة الحق كل من اتصل به، وعرفه، أو لم يعرفه، من والد، وولد، أو قريب أو بعيد، بتقوى الله


(١) في الأحكام المطبوع: لا شبيه.