باب القول في أعلم الأمة وأقضاها بعد الرسول ÷
  ويقول تبارك وتعالى فيه وفي العباس بن عبدالمطلب عندما كان من تشاجرهما في الفضيلة، فقال العباس: أنا ساق الحجيج، وقال علي #: (أنا السابق إلى الله ورسوله)، فأنزل الله ø في ذلك: {۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٩ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٢٠ يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنٖ وَجَنَّٰتٖ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمٞ مُّقِيمٌ ٢١ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ٢٢}[التوبة].
  وكان سبب ما أنزل الله من ذلك أن العباس بن عبدالمطلب | ذكر فضل ما في يده، وما يظهر من عمله من سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وذكر أمير المؤمنين # قديم إسلامه، وهجرته، واجتهاده في جهاد أعداء ربه، وبذل مهجته لله ورسوله، فقضى الرحمن بينهما، وبيَّن الفضل بين فضيلتيهما بما ذكر وقال في كتابه.
  ولو ذهب أحد يصف ما لأمير المؤمنين # في واضح التنزيل من الذكر الجميل لعسر عليه ذكره، وطال عليه شرحه، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليماً. انتهى.