الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الإمام الذي تجب طاعته

صفحة 366 - الجزء 3

  على جميع خلقه، بما يظهر لهم من حسن سيرته، وظاهر ما يبدو من سريرته، فيجب بذلك على الأمة المهاجرة إليه، والمصابرة معه ولديه، فمن فعل ذلك من الأمة من بعد أن قد أبان لهم صاحبهم نفسه، وقصد ربه، وشهر سيفه، وكشف بالمباينة للظالمين رأسه، فقد أدّى إلى الله فرضه، ومن قصر في ذلك كانت الحجة لله عليه قائمة ساطعة منيرة بينة قاطعة: {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال]. انتهى.

  · الجامع الكافي: قال أحمد بن عيسى - فيما حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن هارون، عن سعدان بن محمد، عن محمد بن منصور -، قال: قلت لأحمد بن عيسى #: تخاف عليّ من هذا الأمر شيئاً إن أدركني الموت على هذا، - يعني: تركنا الجهاد؟ - قال: لا، إذا كنت مرصداً.

  وسمعت رجلاً يناظره في جلوسه عن هذا الأمر فكان من حجته أن قال: أليس قد صبر علي صلى الله عليه على الجور حتى وجد القوة، قيل له: على أي جور صبر؟ قال: على عثمان.

  · وقال أحمد - فيما حدثنا علي بن محمد بن الحسين بن محمد الهمداني، قال: حدثنا علي بن أحمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن سندان⁣(⁣١) قال: حدثنا محمد بن جبلة، عن أحمد بن عيسى - قال: قال الله ø في ابتلاء الناس بالطاعة والمعصية: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ}⁣[النساء: ٥٩]، فجعل الطاعة فريضة، وصل بها طاعة ولاة أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله ÷ بطاعته، فولاة الأمر هم القوّامون بدين الله في خلقه، الذابون عن حرم الله وحقّه، الداعون إليه من أدبر عنه، اصطفاهم لذلك فرضيهم له، وشرّفهم بذلك وكرمهم به؛ إذ جعل طاعتهم


(١) في الجامع الكافي المطبوع: محمد بن مروان.