باب القول في الإمام الذي تجب طاعته
  الخواص، وحسين بن شقير، وحسين بن عبدالملك، وحسن بن علي الخلال، ومحمد بن سليمان الخزاز، سألناه عن الأمر والنهي، وذكرنا اتساع الشيء وكثرته أيضيق علينا القعود عنه؟ فذكر قصة النبي ÷ وكفه عمن كان معه، وذكر علياً وكفه بعد النبي ÷ وقعوده، حتى كان ما كان من أمر عثمان، وأنهم أرادوا أن يحرقوا باب علي، فلولا أنه اتسع لعلي صلى الله عليه القعود لم يقعد، وذكر الحسين ووسع في القعود، وقال: مروا وانهوا طاقتكم، ومن قعد فموسع عليه غير مضيق، ثم قال: استبقوا أنفسكم لهذا الأمر، فأنتم أهل الحق أو أهل الدين - الشك من جعفر - يعني: الزيدية - وقال: لو أمر رجل وحده إماماً جائراً فقتله كان شهيداً.
  قال: ولما أردنا أن نخرج من عنده قال: إذا خرجتم فاخرجوا واحداً واحداً، واثنين اثنين، لا تخرجوا جملة.
  وقال: أبشروا معشر الزيدية، فلو نفض رسول الله ÷ رأسه من التراب ما حط رحله إلا فيكم أو بينكم.
  وقال: ما ضر من بات ينوي هذا الأمر أن يكون محتبياً بسيفه في فسطاط(١) المهدي، بل في فسطاط رسول الله ÷.
  وسألناه عن الأمر والنهي فريضة؟ قال: نعم، وقد رخص فيه. انتهى.
(١) الفسطاط: الجماعة من الناس. (معجم وسيط).