باب القول في المعدن الذي تجوز فيه الإمامة
  بأعيانهم وأسمائهم، فقال في علي # ما تقدم ذكره في باب إمامته(١).
  وقال في الحسن والحسن صلى الله عليهما: «هما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، فجعلهما سيدين، وبيّن فضلهما، ودل على إمامتهما.
  ودل على أنه لا يحل لأحد أن يتقدم من جعله رسول الله ÷ سيداً، وشهد له بالجنة، وقال: «[اللهم](٢) أحب من أحبهما، وأبغض من أبغضهما».
  وقال: «تعلموا منهما، ولا تعلموهما، فهما أعلم منكم».
  وقال لأبيهما ولهما: «أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم».
  فأثبت أن حربهم حربه، وسلمهم سلمه، وهذه قضية من رسول الله ÷ فيهم وفي من تمسك بالكتاب من الذرية.
  وقال: «إن استنصروكم فانصروهم، وإن لبدوا فالبدوا»، وأوجب على الأمة نصرتهم إذا اسنتصروهم، ولم يأمرهما بنصر أحد ولا اتباعه، ففي ذلك دليل على أنهما المتبوعان، وليسا بتابعين.
  وفي إبانة فضلهما وعلمهما(٣) وأنفسهما على جميع الأمة دليل على أنه لا يجوز أن يكون الفاضل العالم تبعاً للجاهل المفضول، فكيف وقد أمر [الله] بنصرتهما!.
  وقال: «النجوم أمان أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي».
  وخصهما [الله بأُبُوَّة] رسول الله ÷ وسماهما ابنيه في كتابه، فقال: {فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ٦١}[آل عمران].
  وخصهما بآية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣}[الأحزاب].
(١) سيأتي في الجزء الرابع من كتابنا هذا. (من هامش الأصل).
(٢) ما وضعناه بين معقوفين من هنا إلى آخر الرواية زدناه من زيادات الجامع الكافي المطبوع.
(٣) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: وفي إبانة فضلهما في علمهما.