باب القول في المعدن الذي تجوز فيه الإمامة
  وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ ...} إلخ الآيتين [النساء: ٩٥].
  فقد بين الله لذوي العقول والأديان، ودلّهم على أفضل آل رسول الله، وأتقاهم لله، وأعلمهم بكتاب الله، وأكثرهم جهاداً في سبيل الله، فأشد أهل بيت النبي بكتاب الله تمسكاً، وأكثرهم به علماً وعملاً، أوجبهم على المسلمين حقاً.
  ثم ذكر رسول الله ÷ المهدي، وسمّاه باسمه، واسم أبيه، فقال: «اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، سخي بالمال، شديد على العمال، رحيم بالمساكين»، والشريطة فيمن لم يسمه رسول الله ÷ في غير وقت دولتهم(١) من كان من العترة فيه العلم، والجهاد، والعدل، وأداء الأمانات إلى أهلها.
  وقال محمد بن علي، وزيد بن علي @ - وكانا إمامين من أئمة الهدى -: نحن ولد فاطمة أئمتكم في حلالكم وحرامكم، الإمام منا المفترض الطاعة، الشاهرُ سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة، والموعظة الحسنة، وليس الإمام المفترض الطاعة الجالس في بيته، المرخي عليه ستره، تجري عليه أحكام الظلمة، ولا تجري حكومته على ما وارى بابه، وذلك أنهم لا يحتاجون إلى الطاعة إلا مع الأمر والنهي، وإقامة الحدود، وأخذ الأفياء، والأخماس من(٢) مواضعها، ووضعها في أهلها، والأخذ للمظلوم من الظالم.
  قال(٣) محمد في كتاب المسائل: وليس بين ولد الحسن والحسين عندنا فرق في الإمامة، فمن قام منهم يستحق مقامه بالعلم، والورع، والعقل فهو عندنا موضع لما قام به، وعلى ذلك رأينا آل رسول الله ÷ من مضى منهم، ومن(٤)
(١) في الأصل ونسخة مخطوطة: دلتهم. والمثبت من زيادات الجامع الكافي المطبوع ونسخة مخطوطة.
(٢) في الأصل: في. وما أثبتناه من زيادات الجامع الكافي المطبوع.
(٣) من هنا إلى آخر الباب قد مضى في أول الباب. وهو هكذا مكرّر في الجامع الكافي. (مؤلف).
(٤) في الزيادات المطبوع: وممن.