باب القول في المعدن الذي تجوز فيه الإمامة
  أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ألا وإنهما الخليفتان من بعدي».
  فبين بهذا الكلام فرض الإمامة كيف هي(١) في كل عصر وزمان إلى الأبد على هذه الشريطة التي شرط، وهي لزوم الكتاب.
  فإذا كان من آل رسول الله ÷ رجل عالم بكتاب الله وسنة نبيئه، عامل بذلك، فهو الإمام الذي دلّ عليه رسول الله ÷ في كل عصر وزمان، على المسلمين الأخذ عنه حلالهم وحرامهم، وسنن نبيئهم، فإذا دعاهم إلى نصرة الحق وجب عليهم نصرته، ولن يخلو أهل بيت رسول الله ÷ في كل عصر وزمان أن يكون فيهم مأمون على كتاب الله، وسنة نبيئه، علمه من علمه، وجهله من جهله، لقول رسول الله ÷: «لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  فهذا إجماع من مضى من آل رسول الله ÷ الأتقياء الأبرار الذين بهم يقتدى.
  فبيّن رسول الله ÷ الإمامة، ولم يدع لأحد فيها اختياراً، وبينها [الله] في كتابه، فقال: {كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ}[آل عمران: ١١٠]. وقال: {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤}[آل عمران]. وقال: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ٧}[البينة]. وقال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ ...} إلى آخر الآيتين [الصف].
  وقال: {لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ ...} الآية [الحديد: ١٠]، وقال: {فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا
(١) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: فبين بهذا الكلام فضل الإمامة كيف هو ... إلخ.