الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في المعدن الذي تجوز فيه الإمامة

صفحة 380 - الجزء 3

  أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ألا وإنهما الخليفتان من بعدي».

  فبين بهذا الكلام فرض الإمامة كيف هي⁣(⁣١) في كل عصر وزمان إلى الأبد على هذه الشريطة التي شرط، وهي لزوم الكتاب.

  فإذا كان من آل رسول الله ÷ رجل عالم بكتاب الله وسنة نبيئه، عامل بذلك، فهو الإمام الذي دلّ عليه رسول الله ÷ في كل عصر وزمان، على المسلمين الأخذ عنه حلالهم وحرامهم، وسنن نبيئهم، فإذا دعاهم إلى نصرة الحق وجب عليهم نصرته، ولن يخلو أهل بيت رسول الله ÷ في كل عصر وزمان أن يكون فيهم مأمون على كتاب الله، وسنة نبيئه، علمه من علمه، وجهله من جهله، لقول رسول الله ÷: «لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

  فهذا إجماع من مضى من آل رسول الله ÷ الأتقياء الأبرار الذين بهم يقتدى.

  فبيّن رسول الله ÷ الإمامة، ولم يدع لأحد فيها اختياراً، وبينها [الله] في كتابه، فقال: {كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٠]. وقال: {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤}⁣[آل عمران]. وقال: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة]. وقال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ ...} إلى آخر الآيتين [الصف].

  وقال: {لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ ...} الآية [الحديد: ١٠]، وقال: {فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا


(١) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: فبين بهذا الكلام فضل الإمامة كيف هو ... إلخ.