باب القول في أهل الجمل وصفين والنهروان
  مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِمَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ}[البقرة]، فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبي وبالحق، فنحن الذين ءامنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، فقاتلتهم بمشيئة الله وإرادته). انتهى.
  [الرجال] ابن أبي الحديد هو: عز الدين أبو حامد عبدالحميد بن هبة الله المدايني، الشهير بابن أبي الحديد، أحد رجال الشيعة وثقاتهم، وكلامه في شرح النهج في مواضع متعددة يدل على محبة خالصة للعترة النبوية.
  ونصر: هو ابن مزاحم المنقري. ويحيى: هو ابن يعلى الأسلمي. والأصبغ بن نباتة: صاحب علي #، وكلهم جميعاً من ثقات محدثي الشيعة، وقد مر الكلام عليهم.
  ونصر بن مزاحم ذكر هذه الرواية في كتاب أخبار صفين، وهو كتاب عظيم، عديم النظير، لم يعتمد ابن أبي الحديد | في معظم أخبار صفين إلا عليه.
  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عنه علي $ أنه أتاه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أكفر أهل الجمل، وصفين، وأهل النهروان؟ قال: (لا، هم إخواننا، بغوا علينا، فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ø). انتهى.
  قلت وبالله التوفيق: هذه الرواية تحمل على ما مر، وهو أن يحمل قول السائل هنا: أكفر، على كفر الشرك لا غير، فأما كفرهم بالنعم والأحكام فقد كفروا بهما بدليل قوله # في رواية الناصر #: (ولكنهم كفروا بالأحكام، وكفروا بالنعم والأعمال غير كفر الشرك). انتهى. فهذا وجه الجمع بين الروايتين، والله أعلم.