باب القول في مباينة الظالمين والبعد عنهم
  القاسم #: لا والله لا يراني الله أفعل ذلك أبداً.
  · وفيه: قال يحيى بن الحسين ~: من أعان ظالماً ولو بخط حرف، أو برفع دواة أو وضعها، ثم لقي الله على ذلك وبه، ولم يكن اضطرته على ذلك مخافة على نفسه - لقي الله يوم القيامة وهو معرض عنه، غضبان عليه، ومن غضب الله عليه فالنار مأواه، والجحيم مثواه، أما إني لا أقول [إن](١) ذلك في أحد من الظالمين دون أحد بل أقول: إنه لا يجوز معاونة الظالم، ولا معاضدته، ولا منفعته، ولا خدمته كائناً من كان، من آل رسول الله ÷ أو من غيرهم، كل ظالم ملعون، وكل معين لظالم ملعون.
  · وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من جبى درهماً لإمام جائر كبّه الله على منخريه في النار».
  وفي ذلك ما يقال: إن المعين للظالم كالمعين لفرعون على موسى.
  · وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر محمد بن علي رحمة الله عليه أنه كان يروي، ويقول: «إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نار، وجعل فيه أعوان الظالمين، وجعل لهم أظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدوا أفئدتهم فيقولون: ربنا ألم نكُ نعبدك؟ قال: بلى، ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين».
  · وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من سَوَّد علينا فقد شرك في دمائنا». انتهى.
  · وفي الجامع الكافي: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا ابن هارون، قال: حدثنا سعدان، قال: قال محمد بن منصور: قلت لأحمد بن عيسى: حدثني أحمد بن خيرويه، عن حفص بن جناح، ووثقه أحمد، قال: خرج عيسى بن زيد، وخرج معه حسن بن صالح إلى مكة، فخرجت معهما، فلما صرنا بمكة،
(١) زيادة من الأحكام المطبوع.