الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في مباينة الظالمين والبعد عنهم

صفحة 398 - الجزء 3

  ونادى منادي هؤلاء، - يعني: السلطان - في عيسى بن زيد يبذل له من المال، ويعطي من العهود والمواثيق ما لو أعطيته الطير لأخذت من جو السماء، فقيل لعيسى: لو أخذته منهم فاستعنت به عليهم؟ فقال عيسى: ما يسرني أنهم باتوا آمنين مني ليلة، وأن لي ما طلعت عليه الشمس، ولا يسرني أني بت ليلة آمناً منهم وأن لي ما طلعت عليه الشمس، ولا يسرني أني وثقت بعهدهم أو ركنت أو هممت وأن لي ما طلعت عليه الشمس.

  فقال أبو عبدالله: قد بلغني.

  فقلت لأبي عبدالله: يسرك أنهم باتوا ليلة آمنين منكم وأن لك الدنيا؟ قال: لا والله. قلت: فيسرك أنك بت ليلة آمناً منهم وأن لك الدنيا؟ قال: لا والله، وما أصنع بالدنيا، ثم ذكر معاناته لهذا الأمر إلى أن بلغ حال هذه، وسمعته تبرم [بالبقاء]⁣(⁣١) وقال: ما عُرف أحد تمنى معه الحياة، وقال: ما أصنع بالدنيا، ما أتمنى إلا توبة، وأن يرضى، وأن لا يؤاخذني بسوء السريرة، وحب الدنيا، وربما مكثت أشهراً لا أرى ولدي، ذكر ثمانية أشهر ونحوها. انتهى.


(١) زيادة من الجامع الكافي المطبوع.