الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في وصية الإمام لسراياه

صفحة 405 - الجزء 3

  الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ÷، لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، فإن أجابوكم إلى الدخول في الحق والخروج من الباطل والفسق، ودخلوا في أمركم فهم إخوانكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وإن أبوا ذلك وقاتلوكم فاستعينوا بالله عليهم، ولا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم، ولا تعوروا عيناً، ولا تعقروا شجراً إلا شجراً يضركم، ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمة، ولا تغلوا، ولا تعتدوا، وأيما رجل من أقصاكم أو أدناكم أشار إلى رجل بيده فأقبل إليه بإشارته، فله الأمان حتى يسمع كلام الله، وهو كتابه وحجته، فإن قبل فأخوكم [في الدين]⁣(⁣١)، وإن أبى فردوه إلى مأمنه، واستعينوا بالله، ولا تعطوا القوم ذمة الله، ولا ذمة رسوله، ولا ذمتي، أعطوا القوم ذمتكم وأوفوا بما تعطونهم من عهدكم.

  قال يحيى بن الحسين ¥: وكثير من هذا القول كان رسول الله ÷ يوصي به عساكره.

  قال يحيى بن الحسين ~: فإن كانت السرية تقاتل قوماً من أهل دار الحرب أُمِرَتْ أن تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ÷، وأُخْبِرَتْ أنهم إن أجابوا إلى ذلك فقد حقنوا دماءهم، ومنعوا أموالهم، وأوصى فيهم بما أوصى في أهل البغي. انتهى.


(١) زيادة من الأحكام المطبوع.