باب القول في الألوية والرايات
  النبي ÷ ثم قال: (أيها الناس، إنكم قد أكثرتم من القيل والقال، والكلام فيما لا يجوز من المحال، فأيكم يأخذ عائشة في سهمه؟) فقالوا كلهم: لا أينا، فقال: (فكيف ذلك وهي أعظم الناس جرماً)، فلما أن قال ذلك لهم استفاقوا من جهلهم، وأبصروا من عمائهم، واستيقظوا من نومهم، وصوّبوه في قوله، واتبعوه في أمره، وعلموا أن قد أصاب، وجانب الشك والارتياب. انتهى.
  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: (أمرني رسول الله ÷ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فما كنت لأترك شيئاً مما أمرني به حبيبي رسول الله ÷). انتهى.
  · الجامع الكافي: روى محمد بإسناده عن علي صلى الله عليه أنه قال: (أمرني رسول الله ÷ أن أقاتل الناكثين، والقاسطين والمارقين. فقال: الناكثون أصحاب الجمل، والمارقون: الخوارج، والقاسطون: أهل الشام).
  قال القاسم #: وإذا صافّ أهلُ العدل أهلَ البغي فتقام الصفوف مثل صفوف الصلاة، ويسووا بين مناكبهم، وتوقف(١) واقفة خلف الصفوف، يمنعون من تولى عن الصف - في رواية سعدان، عن محمد عنه -، ثم يزفون كما تزف العروس.
  · وروى محمد بإسناده عن علي صلى الله عليه أنه عبّى أصحابه يوم الجمل ثلاثة صفوف، وجعل الحسن على الميمنة(٢)، والحسين صلى الله عليهما على الميسرة، ومحمد بن علي في القلب، فأخذ علي صلى الله عليه المصحف فبدأ بالصف الأول فقال: (أيكم يتقدم إلى هؤلاءِ القوم فيدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟) فخرج رجل شاب يقال له مسلم [فقال]: أنا يا أمير المؤمنين،
(١) في الأصل: يوقف. وما أثبتنا من الجامع الكافي المطبوع.
(٢) في الأصل: عن يمينه. وما أثبتناه من الجامع الكافي المطبوع. وزدنا منه ما يأتي بين معقوفين.