الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في محاربة أهل البغي من أهل القبلة

صفحة 410 - الجزء 3

  وعن حبة العرني: أن علياً # سار حين فارقته الخوارج، فاعترضوا الناس، وأخذوا الأموال والدواب والكراع والسلاح، فدخلوا القرية، وقتلوا، وساروا حتى انتهوا إلى النهروان، فأقام بها أياماً يدعوهم ويحتج عليهم، فأبوا أن يجيبوه، وتعبوا لقتاله، فعبأ الناس، ثم خرج إليهم فدعاهم فأبوا أن يدخلوا، وبدأوه بالقتال فقاتلهم، وظهر عليهم، فقال لأصحابه: (فيهم رجل له علامة) قالوا: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: (رجل أسود منتن الريح، وإحدى يديه مثل ثدي المرأة، إذا مدت كانت بطول⁣(⁣١) الأخرى، فإذا تركت كانت كثدي المرأة، عليها شعرات مثل شعر الهرة) فذهبوا ثلاث مرات يطلبونه، وكل ذلك لا يجدونه فرجعوا، وقالوا: يا أمير المؤمنين، ما وجدناه، فقال: (والله ما كذبت ولا كذبت، وإني على بينة من الله، وإنه لفي القوم، ائتوني بالبغلة) فأتوه بها، فركب وتبعه الناس حتى انتهى إلى وهدة من الأرض فيها قتلى بعضهم على بعض فقال: (اقلبوا قتيلاً على قتيل) فاستخرج الرجل وعليه قميص جديد، فقال: (شقوا عنه) فشقوا عنه، فقال: (مدوا يده)، فإذا هي بطول⁣(⁣٢) الأخرى فقال: (دعوها)، فإذا هي مثل ثدي المرأة فقال: (إن به علامة أخرى شامة حمراء على كتفه الأيمن)، ثم قال #: (الله أكبر) وكبر المسلمون [فقال]⁣(⁣٣): (صدق الله، وصدق رسوله، أمرني رسول الله ÷ بقتالهم، وأخبرني أن فيهم هذا الرجل المخدج). انتهى.

  الرجال: أما إسماعيل بن موسى⁣(⁣٤) الفزاري فهو: شيخ محمد بن منصور، وقد تقدم الكلام عليه، وهو من ثقات محدثي الشيعة.


(١) في الأصل: تطول. وما أثبتناه من أمالي أبي طالب المطبوع.

(٢) في الأصل: تطول. وما أثبتناه من أمالي أبي طالب المطبوع.

(٣) زيادة من أمالي أبي طالب المطبوع.

(٤) ابن بنت السدي. كما في الجداول.