الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 10 - الجزء 4

  · محمد بن سليمان الكوفي | في المناقب: محمد بن سليمان، قال: حدثنا خضر بن أبان، ومحمد بن منصور، وأحمد بن حازم قالوا: حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح علي ذات يوم فقال: (يا فاطمة، هل عندك شيء تغدينيه؟) فقالت: والذي أكرم أبي بالنبوءة، وأكرمك بالوصية، ما أصبح عندي شيء أغديك، ولا كان ما أطعمناكه⁣(⁣١) منذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ - تعني: حسنا وحسيناً - فقال علي: (يا فاطمة، ألا كنت أعلمتيني لأبتعكم شيئاً) فقالت: يا أبا الحسن، إني كنت أستحيي من إلهي أن تكلّف نفسك ما لا تقدر عليه، فخرج علي من عند فاطمة واثقاً بالله، حسن الظن بالله، فاستقرض ديناراً، فأُقرضه، فبينا الدينار في يد علي أراد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم، فعرض له المقداد في يوم شديد الحر، قد لوحته الشمس من فوقه، وآذته من تحته، فلما رآه علي أنكر شأنه فقال: (يا مقداد، ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟) فقال: يا أبا الحسن، خلّ سبيلي، ولا تسألني عما ورائي، فقال له: (يا أخي، لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك) فقال: يا أبا الحسن، رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي، ولا تكشفني عن حالي فقال: (يا أخي، ليسؤك⁣(⁣٢) أن تكتمني حالك) فقال له: يا أبا الحسن، أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمداً بالنبوة، وأكرمك بالوصية، ما


(١) في الأصل: أطعمناكاه. وما أثبتناه من المناقب المطبوع.

(٢) في المناقب المطبوع: تسرك.