الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 61 - الجزء 4

  أبي طالب فأقامه، وأبان ولايته على كل مسلم، فرفع يده حتى رأى الناس بياض آباطهما⁣(⁣١)، وذلك في آخر عمره حين رجع من حجة الوداع متوجهاً إلى المدينة، ونادى: «الصلاة جامعة»، ولم يقل الصلاة جامعة في شيء من الفرائض إلا يوم غدير خم.

  ثم قال: «أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟» يعيد ذلك ثلاثاً، يؤكد عليهم الطاعة، ويزيدهم في شرح البيان، قالوا: بلى، قال: «من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

  فأوجب له رسول الله ÷ من الطاعة عليهم ما أوجب لنفسه، وجعل عدوه عدوه، ووليه وليه، وجعله علماً لولاية الله، يعرف به أولياء الله من أعدائه.

  فوجب لعلي على الناس ما وجب لرسوله ÷ من الولاية والنصر⁣(⁣٢)، فمن تولاه وأطاعه فهو لله ولي، ومن عاداه فهو لله عدو، ومن عصاه وخالفه، ووضع من عظيم حقه ما رفع الله فقد عصى الله ورسوله.

  ثم أنزل الله في علي #: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة].

  فدل النبي ÷ [على علي] بصفته، فوجب على أهل الإسلام معرفة علي وولايته، وطاعته بإمامته، وأن يكون متبوعاً غير تابع، بالأخبار المشهورة عن


(١) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: إبطيهما.

(٢) في الأصل: النص. والمثبت من زيادات الجامع الكافي المطبوع.