الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 70 - الجزء 4

  علي مثل الذي عرض عليهما، فذهبت لأتكلم، فقال رسول الله ÷: «بحقي لما سكت حتى أكون أنا الذي آذن لك في الكلام»، فلما رأيت ذلك اغرورقت عيناي، واشتد عليّ، فلما رأى وجدي قال: «ما لك؟ تريد أن تكلم؟» فقلت: أما إذا أذنت لي في الكلام يا رسول الله فإنك دعوت جعفراً، فعرضت عليه، فحلف فأبررته، ودعوت زيداً فعرضت عليه فعاذ بك فعذته، ودعوتني فلما أن أردت الكلام قطعت كلامي، قال: «فتكلم، ماذا؟» قلت: يا رسول الله، إنها لخصال ثلاث ما كان لي عنهن غنى، قال: «وما ذاك؟» قال: قلت: أما والله يا نبي الله ما لي شيء، وما عندي شيء، فما كان لي غنى عن سهم أصيبه غداً مع المسلمين إن أصبته، فأعود به علي وعلى ابنتك حتى يأتينا الله بفضل منه، وأما الأخرى والله ما كان لي غنى على أن لا أطأ موطئاً، ولا أقطع وادياً، ولا يصيبني ظمأ ولا مخمصة، ولا نصب في سبيل الله إلا كتب الله لي به أجراً حسناً، فما كان لي غنى من هذا، وأما الأخرى: فقول قريش غداً: ما أسرع ما خذل ابن عمه، ورغب بنفسه عنه، فما كنت أحب أن يفشوا هذا في قريش قال: «اسكت يا ابن أبي طالب، فأنا مجيبك فيما تكلمت، أما قولك: لم يكن لك غنى من سهم تصيبه فتعود به عليك وعلى ابنتي فقد أتانا بهار من فلفل، فخذه وبِعْهُ واستنفقه حتى يأتيكم الله برزق منه، وأما قولك: لم يكن بك غنى عن أن لا تطأ موطئاً ولا تقطع وادياً ولا يصيبك ظمأ [ولا نصب] ولا مخمصة إلا كتب الله لك أجراً حسناً، فما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وأما