الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في أوقات الصلوات

صفحة 155 - الجزء 1

  فرضها، ثم قال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ١ قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا ٣ أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا ٤}⁣[المزمل].

  ثم قال: {۞إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ}⁣[المزمل: ٢٠].

  فأمرهم بالقراءة لما تيسر من القرآن في قيامهم وصلاتهم، فدل بما افترض عليهم من القراءة في أي هذه الأوقات كان قيامهم فيه على فرض العتمة التي بينها الرسول ÷، وهي العشاء التي سماها الله في قوله: {وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ}⁣[النور: ٥٦].

  والعشاء فهي التي يدعوها الناس العتمة. فهذه الخمس الصلوات التي افترض الله على المؤمنين، وهذه الأوقات فأوقات لهن، ودلالات على عددهن، وشواهد على ما سمي منهن. انتهى.

  · أمالي أحمد بن عيسى @: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: حدثني عبدالله بن الحسن قال: حدثني آبائي قالوا: حدثنا بنو مُدْلج - حي من الأنصار - أنهم كانوا يصلون مع النبي ÷ المغرب، ثم ينصرفون، فيرمي أحدهم بسهمه فينظر إلى موقعه. انتهى.

  رجال هذا الإسناد قد مر الكلام عليهم جميعاً، وهم من ثقات محدثي الشيعة.

  · وفي أمالي أحمد بن عيسى أيضاً: قال محمد: كان أحمد بن عيسى يصلي العصر بعد قامة بعد الزوال، ورأيت أحمد بن عيسى، وعبدالله بن موسى، وإدريس بن محمد، وغير واحد من مشائخ بني هاشم يصلون العصر بعد قامة بعد الزوال، لا يكادون يفرطون في ذلك.

  قال محمد: سألت محمد بن علي بن جعفر بن محمد العريضي؟ فذكر فيها قريباً من ذلك.