الباب الثاني في ذكر أهل البيت $ وأتباعهم وفي شيء من فضائلهم ¤
  نقول: إنك قد بلغت ونصحت، فجزاك الله خيراً كما قدر كل إنسان أن يقول. [قال](١): «أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني عبدالله ورسوله؟» قالوا: بلى، قال: «أتشهدون أن الجنة حق، والنار حق، والبعث حق بعد الموت؟» فقالوا: بلى، قال: فرفع رسول الله ÷ يده فوضعها على صدره ثم قال: «وأنا أشهد معكم» ثم قال: «هل تسمعون؟» قالوا: نعم، قال: «فإني فرطكم، وأنتم واردون علي الحوض، وأن عرضه أبعد ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد الكواكب أقداح من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين» فنادى منادٍ: يا رسول الله، وما الثقلان؟ قال: «الأكبر منهما كتاب الله، طرفه بأيديكم وطرفه بيد الله، فاستمسكوا به، ولا تزلوا، ولا تضلوا، والأصغر عترتي، فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم» ثم قال: «هل تسمعون؟» فقالوا: نعم، فقال: «أليس تشهدون بأني أولى بالمؤمنين [من أنفسهم](٢)؟» قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فرفعها ثم قال: «من كنت [مولاه] أولى به من نفسه فعلي وليه»، ثم أرسل يد علي، ثم قال: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
  ثم قال زيد بن أرقم حين فرغ من حديثه: والله الذي لا إله إلا هو ما بقي
(١) زيادة من المناقب المطبوع.
(٢) زيادة من المناقب المطبوع، وكذا ما بين المعقوفين الآتيين.