باب القول في الصبر والتواضع والشكر
  استقبل رسول الله ÷ قوم فقال: «من القوم؟» قالوا: [نحن قوم] مؤمنون يا رسول الله، قال: «وما بلغ من إيمانكم؟» قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء، فقال رسول الله ÷: «حلماء حكماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تصفون فلا تبنوا(١) ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون». انتهى.
  الرجال: أما محمد بن علي العبدكي: فهو محمد بن علي العبدكي(٢) أبو أحمد، أحد المشاهير، عن علي بن موسى القمي، وإسحاق بن العباس الحسيني، وعنه أبو طالب، وهو رأس في علم الكلام، أحد الشيعة الأعلام، قال أبو القاسم: ما رأيت أعرف بدقيق الكلام وجليله منه، عده الوالد العلامة علي بن محمد العجري فسح الله في أجله من رجال الشيعة، ذكره في السلسلة الذهبية، ولم أقف له على تاريخ وفاة.
  وأما إسحاق بن العباس فقال في الجداول: إسحاق بن العباس بن إسحاق بن موسى الكاظم، عن أبيه، وعنه محمد بن علي العبدكي، قتل أيام المقتدر بأرمينية. انتهى.
  قلت: هذا وهم، فالذي في المقاتل: أنه العباس بن إسحاق بن إبراهيم بن
(١) في الأصل: فلا تبنون. بإثبات النون، وكذلك: تجمعون. والمثبت من أمالي أبي طالب.
(٢) في الأصل: «العندكي» هنا والآتي في ترجمة إسحاق بن العباس، وما أثبتناه من الجداول ولعله الصواب كما في الطبقات.