باب القول في الترغيب في الزهد والورع
  الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك، فصبر على الذل وهو يقدر على العز، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة في الناس، وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة - أثابه الله ثواب خمسين صديقاً».
  · قال السيد أبو طالب #: معنى قوله ÷: «إن من زهد في الدنيا أعطاه الله علماً بغير تعلم»: أن عند زهده فيها تقوى دواعيه إلى النظر الذي يكسبه(١) العلوم التي ينتفع بها في الدين، ويكثر ثوابه عليها من غير استدعاء من المخلوقين، وتَعَلُّم منهم، وهو مطابق لقوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ}[العنكبوت: ٦٩]، ومعنى: أنه إذا رغب فيها أعمى [الله] قلبه: أنه(٢) يكون مصروفاً عن هذا اللطف. انتهى.
  [الرجال] رجال هذا الإسناد من ثقات محدثي الشيعة، وقد مر الكلام عليهم في أول كتابنا هذا.
  · وفي أمالي أبي طالب # أيضاً: حدثنا أبو أحمد علي بن الحسين بن علي الديباجي ببغداد قال: حدثنا أبو الحسين علي بن عبدالرحمن بن عيسى بن ماتي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا عبدالله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $ قال: قال رسول الله ÷: «لا صلاة لمن لا زكاة له، ولا زكاة لمن لا ورع له». انتهى.
(١) في الأصل: تكسبه. والمثبت من أمالي أبي طالب # المطبوع.
(٢) في الأصل: أن. والمثبت من أمالي أبي طالب # المطبوع. ومنه زدنا ما سبق بين معقوفين.