باب القول في الجمع بين الصلاتين في السفر والحضر
  والعشاء بمزدلفة بعد أن سار أربعة أميال على التئد(١) وغاب الشفق، ودخل وقت العشاء الآخرة.
  وروي عن النبي ÷ أنه كان إذا كان في سفر فزالت الشمس وهو في المنزل صلى الظهر والعصر ثم ارتحل، وإذا ارتحل قبل تزول الشمس أخر الظهر حتى يبرد النهار، ثم يجمع بين الظهر والعصر، وكان يؤخر المغرب إلى قريب من وقت العشاء، ثم يصلي المغرب، ثم يقضي حاجته، ثم يصلي العشاء الآخرة إذا غاب الشفق، وهو الحمرة.
  وروي عن النبي ÷ أنه جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير علة، وجمع بين المغرب والعشاء في غير وقت معلوم، وقال: «لئلا تحرج أمتي».
  ويروى من حديث جعفر بن محمد # أنه كان ربما صلى العصر على أربعة أقدام بعد الزوال.
  وروي الحديث المشهور عن ابن عباس أن النبي ÷ جمع بين الصلاتين بالمدينة من غير علة، وقال: «لا تحرج أمتي». قال: إن هذا الحديث كان قبل نزول جبريل. انتهى.
  قوله: كان قبل نزول جبريل الصواب: بعد نزول جبريل؛ لأن نزول جبريل # كان بمكة في أول الإسلام قبل الهجرة، وفي بعض ألفاظ حديث جبريل # المتقدمة قال #: «أمني جبريل عند البيت»، فهذا هو الوجه فيما ذكرنا والله أعلم.
(١) وفي نسخة من الجامع الكافي مخطوط: التائد.