الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الرؤيا والتصاوير واقتناء الكلاب وفيما يتقى فيه الشؤم

صفحة 202 - الجزء 4

  «كما رأت فاطمة»، ثم قال النبي ÷ للأعرابي: «اذبح» ففعل، ثم قال: «اسلخ» فسلخ، ثم قال: «حُزّ» فحز، ثم قال: «اطبخ» ففعل، ثم قال للحسن والحسين: «قوما فكلا» فقالت فاطمة: يا أبتاه، أحب أن تعفيهما، فما خرم رؤياي شيء إلا أن يأكلا ثم يموتا، ثم قال النبي ÷: «لا بأس عليهما» ثم قال لهما: «قوما وكلا» فقاما وأكلا، ثم التفت النبي ÷ على يمينه فقال: «[يا]⁣(⁣١) رؤيا يا رؤيا» فأجابه الصوت ولم نر الشخص وهو يقول: لبيك وسعديك يا رسول الله، فقال له النبي ÷: «ما الذي أريت فاطمة في منامها؟» فقص عليه القصة كلها، ولم يذكر الموت، فنادى النبي ÷: «يا أحلام يا أحلام» فأجابه: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: «ما الذي أريت بنت رسول الله ÷؟» فقال: والذي بعثك بالحق نبيئاً ما لقيتها البارحة، فنادى: «يا أضغاث، يا أضغاث» فأجابه: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: «ما الذي أريت فاطمة في منامها؟» قال: أريتها الحسن والحسين ماتا، قال: «فما أردت بذلك؟» قال: أردت أن أحزنها، فقال النبي ÷: «اعزب، أحزنك الله تعالى، وأحزن بك»، ثم التفت النبي ÷ إلى فاطمة ¥ ا فقال: «أجزِعْتِ إذ رأيت موتهما؟ فكيف لو رأيت الأكبر مسقياً، والأصغر متلطخاً بدمه في قاع من الأرض، تناوله السباع» قال: فبكت فاطمة، وبكى علي، وبكى الحسن والحسين، فقالت فاطمة صلوات الله عليها: يا أبتاه،


(١) زيادة من المناقب المطبوع.