باب القول فيمن قال الاستفتاح والتعوذ قبل التكبير
  · ثم أمره أن يكبر ويفتتح الصلاة بالتكبير فقال: {وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}[الإسراء]، وهو أن يقول المصلي: الله أكبر، ثم يبتدئ بالقراءة بفاتحة الكتاب، ويتلوها بسورة مما تيسر من القرآن، فهذا أصح ما عندنا في الافتتاح وأحسنه، وأشبهه بالتنزيل. انتهى.
  · الجامع الكافي: قال الحسن #: وقد ذكر أيضاً عن زيد بن علي @ أنه قال: التعوذ قبل التكبير.
  وقال القاسم #: التعوذ والاستفتاح قبل التكبير، واحتج بالآية: {وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}[الإسراء]، يعني: أنه يبدأ بالتعوذ، ثم الاستفتاح، ثم التكبير، ثم القراءة.
  وفي رواية داوود عنه: يبدأ بالاستفتاح، ثم التكبير، ثم التعوذ، ثم القراءة. انتهى.
  · أمالي أحمد بن عيسى @: قال محمد: سمعت قاسم بن إبراهيم يقول: التكبير بعد الافتتاح، وذكر الآية {وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}[الإسراء]، وقال: التعوذ قبل التكبير. انتهى.
  · الهادي # في المنتخب: قال ~: قد روي في ذلك روايات كثيرة مختلفة متضادة، وإنما قلنا متضادة؛ لأن المختلفين رووا في الاستفتاح كلاماً ليس هو من القرآن فلم نلتفت إلى رواياتهم؛ لما خصنا الله به من معرفة غوامض كتابه، فكان الذي ندبنا الله إليه في الافتتاح: أمره لمحمد ÷ حيث يقول: {وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا ١١٠}[الإسراء]، ثم أمره الله فقال تبارك وتعالى: {وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ}[الإسراء: ١١١]، فدله على أن هذا هو الافتتاح للصلاة قبل التكبير، ثم قال له: {وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}[الإسراء] فأمره بالتكبير بعد الافتتاح. انتهى.