باب القول في الخشوع في الصلاة
  قلبك عما يقول لسانك، لا تعبأ بشيء من شأنك إلا بما أنت فيه من صلاتك، ولا تذكر في تلاوتك غير ما تتلوه، ويكون همك الآية التي تتلوها، فإذا فرغت من القراءة، وصرت إلى الركوع، لم تذكر إلا التكبير، وحسن الخضوع، وكذلك إذا اعتدلت في القيام لم تذكر إلا الركوع، وكان ذكرك السجود، فإذا فرغت من ركعة حفظتها، ثم ابتدأت الأخرى، تصنع فيها كما صنعت في الأولى، لا تذكر غير قراءتك وغير حفظك؛ لأن الصلاة لا بد لها أن تحصى، لا يزاد فيها، ولا ينقص منها، حتى تؤدي إلى الله ø فرضك كما أمرك بعونه وتوفيقه).
  · وروى محمد بن القاسم # في كتاب دعائم الإيمان عن كعب بن أبي كعب قال: صلى ÷ وأسقط آية من القرآن، فلما انفتل من صلاته قال للقوم: «هل أسقطت من صلاتي شيئاً؟» فقالوا: لا ندري، قال: «أفيكم علي بن أبي طالب؟» قالوا: نعم، قال: «يا علي، أسقطت من القرآن شيئاً؟» قال: (نعم يا رسول الله، آية كذا وكذا) فقال النبي ÷: «إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، يحضرون بأبدانهم وقلوبهم غائبة، إن الله لا يقبل صلاة عبد لا يحضر فيها عقله مع بدنه». انتهى من المصابيح.
  · مجموع زيد بن على @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: (أبصر رسول الله ÷ رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «أما هذا فلو خشع قلبه لخشعت جوارحه». انتهى.
  · أمالي أحمد بن عيسى @: [وبه عن](١) أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي $ قال: (أبصر رسول الله ÷ رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «أما هذا فلو خشع قلبه لخشعت جوارحه». انتهى.
(١) زيادة من الأمالي.