الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في إمامة الصلاة

صفحة 281 - الجزء 1

  ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا ٦٣}⁣[الفرقان]، إلى قوله: {وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا ٧٢}⁣[الفرقان]، وقوله سبحانه: {وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ}⁣[القصص: ٥٥].

  ومن الزور ولهو الأمور الغناء والدف⁣(⁣١)، واللعب والعزف، وما يعرض عن ذلك من سمعه وحضره، ولا من لم ينكر منكره، وقد ذكر أن رسول الله ÷ كان يقول: «صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة: صوت عند نعمة: لعب، ولهو، ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجه، وشق جيب، ورنة شيطان».

  · قال محمد بن القاسم #: وسألته عن رجل صلى خلف إمام [مخالف]⁣(⁣٢) أيقتدي بصلاته، أم كيف يصنع؟ قال #: من صلى مع إمام لا يقتدى به، لم يصل بصلاته، وصلى صلاته لنفسه، وكذلك كان يفعل الصالحون من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله، لأن المصلي إنما يصلي صلاته على عقدة ونية وعلى مهلة، فإن صلى الصلوات بغير ذلك لم يكن له صلاة، قال النبي ÷: «لا يؤمن فاجر براً، ولا أعرابي مهاجراً». وقال ÷: «صلاتكم صلاة إمامكم، إن صلى قاعداً فصلوا قعوداً، وإن صلى قائماً فصلوا قياماً».

  وإذا لم تقبل صلاة الإمام لم تقبل صلاة من خلفه، وإنما يُتقبل صلاة من اتقاه وخافه. والتقوى: هي الإيمان والبر والإحسان، ولا يثبت الإيمان بحكمه، ولا باسمه إلا لمن عُرف به، والمعرفة بذلك فلا تكون إلا بأحد الوجوه الثلاثة: إما بعيان لذلك ومشاهدة، وإما بأخبار متواترة مترادفة، وإما بخبر من ذي ديانة،


(١) الدف: من آلات الموسيقى، وهو يشبه الطاسة المعروفة، إلا أنه مفتوح من الجانبين، تكتنفه الجلدتان اللتان يضرب عليهما. والعزف هو: صوت أحد آلات الطرب كالعود والطنبور والقيثارة ونحوها بدون مرافقة غناء. (مؤلف).

(٢) زيادة من مجموع الإمام القاسم #.