باب القول في صلاة التسبيح
  قال: وقال النبي ÷: «فلو كانت ذنوبك مثل عدد نجوم السماء، وعدد قطر السماء، وعدد أيام الدنيا، وعدد رمل عالَج لغفرها الله لك، تصليها كل يوم مرة واحدة» قال العباس: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: «فصلها كل جمعة»، قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: «فصلها كل شهر مرة»، قال: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ حتى قال: «فتصليها في عمرك مرة واحدة». انتهى.
  · أبو جعفر الهوسمي | في شرح الإبانة: فأما صلاة التسبيح فهي ما علّم النبي ÷ جعفر بن أبي طالب حين قدم من الحبشة، وهي أربع ركعات بتسليمتين بأي قراءة كانت بلا أذان ولا إقامة، بثلاثمائة تسبيحة، في كل ركعتين مائة وخمسون، في كل ركعة خمس وسبعون، وتفتتح الصلاة بتكبيرة، ثم تقرأ فاتحة الكتاب، وأي سورة شئت، ثم تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع، وتقول في الركوع عشر مرات، ثم ترفع رأسك وتقول عشر مرات، ثم تسجد وتسبح عشر مرات، ثم ترفع رأسك فتقول عشر مرات، ثم تسجد الثانية، وتسبح عشر مرات، ثم ترفع رأسك وتقعد ساعة، وتقول عشر مرات، ثم تقوم، وتفعل في الركعة الثانية والثالثة والرابعة، كذلك، وتسلم في كل ركعتين منها، وتصلي هذه الصلاة متى أحببت في ليل أو نهار من الأوقات التي تجوز النافلة فيها.
  قال: وروى أبو العباس الحسني عن الهادي # مثل ذلك.
  وقال النبي ÷ لجعفر بن أبي طالب حين علمه هذه الصلاة: «ألا أحبوك، ألا أعطيك؟» فتوهم الناس أنه يهب له مالاً عظيماً؛ لأنه كان يوم فتح خيبر.
  · وروي أنه قال ÷: «لا أدري بأيهما أنا أشد فرحاً: بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر»، ثم لما علّمه، قال: «هي خير لك من حمر النعم». انتهى.