الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الوصية عند حضور الموت

صفحة 439 - الجزء 1

  مرضه والبيت غاص بمن فيه، قال: «ادعوا الحسن والحسين»، قال: فجعل يلثهما حتى أغمي عليه) قال: فجعل علي # يرفعهما عن وجه رسول الله ÷ قال: (ففتح عينيه، فقال: «دعهما يتمتعان مني، وأتمتع منهما، فإنهما سيصيبهما بعدي أثرة»، ثم قال: «أيها الناس، إني قد خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع [لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع]⁣(⁣١) لسنتي كالمضيع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترقا حتى اللقاء على الحوض». انتهى.

  · أبو العباس الحسني في المصابيح وعلي بن الحسين الزيدي في المحيط بالإمامة واللفظ للمصابيح ما عدا بعض السند فهو من الشافي للإمام المنصور بالله # نقلاً عن المحيط بالإمامة: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: حدثنا عبدالله بن الحسن الإيوازي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شعبة النيروسي، قال: حدثنا موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عبدالله بن الحسن #، قال: لما نزلت سورة {إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١}⁣[النصر] ... إلى آخرها، قال النبي ÷: «نعيت إليّ نفسي»، وعرف اقتراب أجله فدخل منزله، ودعا فاطمة & فوضع رأسه في حجرها ساعة، ثم رفع رأسه، وقال: «يا فاطمة يا بنية، أشعرت أن نفسي قد نعيت إلي»، فبكت فاطمة عند ذلك حتى قطرت دموعها على خد رسول الله ÷، فرفع رأسه ونظر إليها، وقال: «أما إنكم المستضعفون المقهورون بعدي، فلا تبكن يا بنية، فإني قد سألت الله تعالى أن يجعلك أول من يلحق بي من أهل بيتي، وأن يجعلك سيدة نساء أمتي، ومعي في الجنة فأجبت إلى ذلك»، فتبسمت فاطمة


(١) زيادة من الأمالي.