باب القول في الوصية عند حضور الموت
  ثم يفرش فراشه مستقبل القبلة ثم يقول: اللهم بارك لي في الموت، وفيما بعد الموت، وهون علي خروج نفسي، وسهل علي عسير أمري، بسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين.
  ثم يوصي بما أحب من وصيته، ولا يجاوز ثلث ماله إلا بإذن ورثته، ثم يشهد على وصيته شهوداً، ويدفعها إلى ثقة لينفذها بعد وفاته. انتهى.
  · محمد بن سليمان الكوفي | في المناقب: محمد بن منصور، عن عباد، عن علي بن هاشم، عن الحسين بن علي، عن أبيه، قال: (لما كان يوم النبي ÷ الذي قبض فيه كشف الكساء عن رأسه عند النسوة، ثم قال: «ادعوا لي أخي»، فأرسلت عائشة إلى أبي بكر فجاء، فلما سمع النبي ÷ الخشف(١) كشف عن رأسه، فلما رأى أبا بكر أعاد الكساء على نفسه، قال: كأن رسول الله ÷ لم يدعني، وانصرف، فكشف رسول الله ÷ الكساء ثم قال: «ادعوا لي أخي». فأرسلت حفصة إلى عمر، فلما سمع النبي ÷ الخشف كشف رسول الله ÷ عن رأسه، فلما رأى عمر أعاد الكساء فقال عمر: كأن رسول الله ÷ لم يدعني، وانصرف، فكشف رسول الله ÷ الكساء عن رأسه، فقال: «ادعوا لي أخي». فأرسلت فاطمة إلى علي، فلما سمع رسول الله ÷ الخشف كشف الكساء عن رأسه، فلما رأى علياً أدناه إليه قال علي: فأعاد رسول الله ÷ الكساء علينا ثم اتكى على يده، ثم التقم أذني فما زال يناجيني، ويوصيني حتى وجدت برد شفتيه حتى قبض.
  وكان مما أوصى إلي «أن لا يغسلني أحد غيرك؛ فإنه إن رآني أحد غيرك عمي
(١) هو بالشين المعجمة، وهو الصوت أو الحركة، والحس الخفي يقال: خشف الجليد إذا سمع له صوت عند المشي ١ هـ. والخشوف من الرجال السريع، ومن السيوف الماضي. تمت منجد. (هامش الأصل).