الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب في النهي عن الصياح على الميت

صفحة 455 - الجزء 1

  بعد إهواءٍ، فإذا قالت: يا عزاه، أهوى بها لهامتي: أنت⁣(⁣١) عزها؟ فأقول: بل الله، فيكف بعد إهواءٍ.

  فقال رسول الله ÷: «صدق، فما بال موتاكم يبتلون بقول أحيائكم».

  · [وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني]⁣(⁣٢) حمزة بن أحمد قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: (لما مات إبراهيم أمرني رسول الله ÷ فغسلته، وكفنه رسول الله ÷، وحنطه، وقال لي: «احمله يا علي»، فحملته حتى جئت به إلى البقيع، فصلى عليه رسول الله ÷، ثم قال لي: «انزل يا علي في قبره»، فنزلت، ودلاه عَليَّ رسولُ الله ÷، فلما أن رآه منصباً بكى رسول الله ÷(⁣٣)، فبكى المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي، وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود ويوم موعود، لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وإنا بك لصبون⁣(⁣٤)، وإنا عليك لمحزونون».

  ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه، وغمزها حتى بلغت الكوع، وقال: «بسم الله، ختمتك من الشيطان أن يدخلك».

  ثم قال لي: «يا علي، إن كان إبراهيم لنبيئاً».

  قال عمي: فقلت لأبي: كيف يكون، [أي: قوله]⁣(⁣٥): (إن كان لنبياً)، وقد قال الله⁣(⁣٦): لا نبيء بعده؟ فقال: ألا ترى أنه مضى قبله، وأن محمداً ختمه ÷.


(١) أي: أأنت. (من هامش الأصل).

(٢) زيادة من الأمالي.

(٣) في الأصل: #.

(٤) في العلوم: لمصابون.

(٥) ما بين المعقوفين من هامش الأصل.

(٦) أي: في قوله: {وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ}. (من هامش الأصل).