باب في النهي عن الصياح على الميت
  بعد إهواءٍ، فإذا قالت: يا عزاه، أهوى بها لهامتي: أنت(١) عزها؟ فأقول: بل الله، فيكف بعد إهواءٍ.
  فقال رسول الله ÷: «صدق، فما بال موتاكم يبتلون بقول أحيائكم».
  · [وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني](٢) حمزة بن أحمد قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: (لما مات إبراهيم أمرني رسول الله ÷ فغسلته، وكفنه رسول الله ÷، وحنطه، وقال لي: «احمله يا علي»، فحملته حتى جئت به إلى البقيع، فصلى عليه رسول الله ÷، ثم قال لي: «انزل يا علي في قبره»، فنزلت، ودلاه عَليَّ رسولُ الله ÷، فلما أن رآه منصباً بكى رسول الله ÷(٣)، فبكى المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي، وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود ويوم موعود، لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وإنا بك لصبون(٤)، وإنا عليك لمحزونون».
  ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه، وغمزها حتى بلغت الكوع، وقال: «بسم الله، ختمتك من الشيطان أن يدخلك».
  ثم قال لي: «يا علي، إن كان إبراهيم لنبيئاً».
  قال عمي: فقلت لأبي: كيف يكون، [أي: قوله](٥): (إن كان لنبياً)، وقد قال الله(٦): لا نبيء بعده؟ فقال: ألا ترى أنه مضى قبله، وأن محمداً ختمه ÷.
(١) أي: أأنت. (من هامش الأصل).
(٢) زيادة من الأمالي.
(٣) في الأصل: #.
(٤) في العلوم: لمصابون.
(٥) ما بين المعقوفين من هامش الأصل.
(٦) أي: في قوله: {وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ}. (من هامش الأصل).