الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في دفن الميت، وكيف يوضع في اللحد وما يقال من الذكر عنده

صفحة 505 - الجزء 1

  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: (آخر جنازة صلى عليها رسول الله ÷ جنازة رجل من ولد⁣(⁣١) عبدالمطلب، كبر عليها أربع تكبيرات، ثم جاء حتى جلس على شفير القبر، ثم أمر بالسرير فوضع من قبل رجلي اللحد، ثم أمر فسل سلاً، ثم قال ÷: «ضعوه في حفرته لجنبه الأيمن مستقبل القبلة، وقولوا: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ÷، لا تكبوه لوجه، ولا تلقوه لقفائه، ثم قولوا: اللهم لقنه حجته، وصعد بروحه، ولقه منك رضوانا». فلما ألقي عليه التراب قام رسول الله ÷ فحثا في قبره ثلاث حثيات، ثم أمر بقبره فربع، ورش عليه قربة من ماء، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو له، ثم قال: «اللهم جاف الأرض عن جنبه، وصعد روحه، ولقه منك رضواناً».

  فلما فرغنا من دفنه جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني لم أدرك الصلاة عليه أفأصلي على قبره؟ قال: «لا، ولكن قم على قبره فادع لأخيك، وترحم عليه، واستغفر له». انتهى.


= ووضعها في اللحد، ثم قرأ آية الكرسي، ثم قال: «اللهم اجعل من بين يديها نوراً، ومن خلفها نوراً، وعن يمينها نوراً، وعن شمالهاً نوراً، اللهم املأ قلبها نوراً». ثم خرج من قبرها، فقال له المهاجرون: يا رسول الله، قد كبرت على أم علي ما لم تكبره على أحد، فقال ÷: «كان خلفي أربعون صفاً من الملائكة، فكبرت لكل صف تكبيرة». أخرجه أبو طالب # في الأمالي. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «إذا مات لأحدكم الميت فأحسنوا كفنه، وعجلوا إنفاذ وصيته، وأعمقوا له في قبره، وجنبوه جار السوء»، قيل: يا رسول الله، وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ فقال: «هل ينفع في الدنيا؟» قيل: نعم، قال: «فكذلك ينفع في الآخرة». أخرجه محمد بن منصور في أمالي أحمد بن عيسى، وأبو عبدالله العلوي في الجامع الكافي. (من هامش الأصل).

(١) في الأصل: من بني ولد عبدالمطلب. والمثبت من المجموع.