باب القول في وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وفي بعض وصاياه
  تأسفا على شيء منها زوي عنكما، قولا الحق، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً، أوصيكما وجميع ولدي، وأهلي، ومن بلغه كتابي بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام».
  الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم.
  والله الله في جيرانكم، فإنها وصية نبيكم، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيؤرثهم.
  والله الله في القرآن، فلا(١) يسبقكم بالعمل به غيركم.
  والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم.
  والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا.
  والله الله في الجهاد بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم).
  ثم قال: (يا بني عبدالمطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين، لا تقتلن بي إلا قاتلي، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل؛ فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور». انتهى.
  وأخرج هذه الوصية - أعني: من قوله: (أوصيكما) ... إلى قوله: (فلا يستجاب لكم) - أبو طالب في الأمالي، وأبو الفرج في المقاتل، والموفق بالله في الإعتبار وسلوة العارفين.
  وأخرج فصولاً منها الهادي # في الأحكام، ومحمد بن منصور في الأمالي،
(١) في النهج: لا.